Topic: هل سيفقد الدولار الامريكي الهيمنة قريبا ؟ (Read 28 times)

لا لست انا, وجدت هذا الموضوع بكثرة في صفحات عديدة لذا لم ارد انسابه الى صفحة معينة فاكتفيت بذكر كاتب المقال فقط

لا أدري ما اذا كنت أنت نفس الشخص الذي كتب هذا المقال على الفايسبوك لكن بالاضافة لذكر الاسم، أتمنى أن تقوم بذكر المصدر و وضع الرابط في منشورك الأصلي:

https://ms-my.facebook.com/story.php?story_fbid=798377724927913&id=115272306571795&m_entstream_source=permalink

هو يعني فيه اجابة غير مباشرة على السؤال, بمعنى ان الدولار عملة قوية جدا فمن الصعب ان تفقد هيمنتها حتى مع الظروف الاقتصادية الراهنة.

قد اختلف معك بخصوص بعض الاستنتاجات لكن عموما نتفق على أن الدولار له الهيمنة الكبرى في الاقتصاد العالمي مثله مثل البيتكوين في سوق العملات المشفرة (طبعا القيمة السوقية للدولار اعلى من البيتكوين بكثير) لكن لفت انتباهي السؤال في العنوان ان كان الدولار سيفقد هيمنته في حين ان الموضوع يقدم كل دعائم قوة الدولار منذ صعوده اثناء الحرب العالمية الأولي.

على كل، فان الدولار لا يملك نفس الهيمنة التي كانت لديه بعد الحرب العالمية الثانية و اثر ازمة نيكسون في الستينات حين اعترف ان امريكا تطبع دولارات دون ان يكون لها غطاء احتياطي من الذهب فقد بدأن بعض الكيانات بدعم عملات اخرى على امل فك الارتباط تديريجيا مع الدولار و من ذلك ظهور اليويو و صعود اليوان و الروبل. صحيح ان كل العملات مجتمعة لا تستطيع بعد مجاراة الدولار لان امريكا اخذت موافقة العالم في مؤتمر باندونغ ان يكون الدولار عملة العالم و من خلاله يتم تحديد قيمة السلع المهمة كالنفط و الحديد و حتى الذهب نفسه.

الدولار حاليا بمواجهة منافسين جدد في سوق العملات الرقمية و اظنه سيذهب الى تراجع اكثر مع تراجع احتياجات العالم من المواد الطاقية و صعود شركات تكنولوجية في اماكن اخرى من العالم. ليس بالقريب ان نشهد انحصاره لكنه الى أفول بلا شك.

 امريكا اثناء الحربية العالمية الاولى وحتى الثانية قامت بتزويد دول الحلفاء بالاسلحة والعتاد واخذت مقابل ذلك الذهب، هذا الامر جعل الدول الاوربية تفقد اغلب مخزونها من الذهب وتقرر التخلي عن نظام الذهب لانها لا تملك الكمية الكافية من الذهب لدعم عملاتها، وحتى اليوم الولايات المتحدة الامريكية تحوز على 37% من احتياطي الذهب العالمي ب 8.133 الف طن.

 امريكا حاليا متحكمة في 90% من التكنولوجيا العالمية عن طريق الملكية الفكرية وشركاتها الكثيرة التي تزود اغلب شركات الرقاقات الالكترونية بالتكنولوجيا والبرامج، وبالتالي كل الدول المتقدمة بما فيها اليابان وكوريا الجنوبية مرتبطة بأمريكا وحتى الدول المنافسة كالصين في الحقيقة لا تزال بعيدة عن انتاج التكنولوجيا وتحتاج الاستثمار في البحث العلمي بمئات ملايير الدولارات اذا ارادت المنافسة مستقبلا وايضا منح حرية اكبر للفرد اذا لكي يستطيع الابداع مستقبلا، ايضا تستحوذ امريكا على 35% من اجمالي الشركات التكنولوجية بالعالم حيت وصل عددها الى 557 الف شركة بعدد وضائف 4.6 مليون وظيفة ودخل سنوي وصل 1.9 الف مليار دولار.

 الدولار الامريكي هو المهيمن على احتياطات الصرف بالعالم، 62% من احتياطي البنوك المركزية لدول العالم بالدولار الامريكي، 20% يورو، الين 5%، الباوند 4.5% وباقي العملات مع  اليوان الصيني ب %2،  في الحقيقة العالم يرى ان الدولار الامريكي هو افضل عملة يمكن الاحتفاظ بها لمواجهة الازمات المالية.

حيازة دول العالم للسندات الامريكية وصلت قيمتها الى 7.2 الف مليار دولار اي 9% من حجم الاقتصاد العالمي، اليابان 1232 مليار دولار، الصين 1039 مليار دولار ، بريطانيا 634 مليار دولار،  بينما اكثر دولة عربية حيازة للسندات الامريكية هي السعودية ب 115 مليار دولار، كل دول العالم بما فيها الصين ترى ان السندات الحكومية الامريكية هي افضل خيار متاح لها حتى الان .

 القروض المصرفية واصدار سندات الدين بالدولار الامريكي خارج امريكا وصلت قيمتها الى 13 الف مليار دولار ،  الصين اكبر دولة بها اقراض بالدولار الامريكي ب 514 مليار دولار، للاشارة رقم 13 الف مليار دولار هو رقم كبير يمثل تقريبا 18% من حجم الاقتصاد العالمي.

  الدولار الامريكي يمثل 90% من حجم تبادل العملات بسوق الفوركس الذي يصل الى 5.4 الف مليار
 دولار يوميا، كما يمثل 41.51% من الدفع المالي عن طريق نظام swift بين البنوك، بينما اليورو يمثل 36%، الباوند 5.89% ، اليوان 2.7%، بالرغم من عدد الدول الاروبية التي عملتها الرسمية الاورو الا ان الدولار
الامريكي يبقى اكبر عملة دفع في العالم بين البنوك وهذا لا يعود فقط  للدفع الخاص بالبترول الذي في الحقيقة لا يمثل الا نسبة جد قليلة من حجم المبادلات التجارية والعمليات المالية المرتبطة بها.

 بعد ازمة كوفيد، شاهدنا ارتفاع الطلب على الدولار  ومنه ارتفاع سعر صرفه مقابل العملات الاخرى وحتى مقابل الذهب وهذا يؤكد نظرة المستثمرين حول العالم للعملة، الدولار الاميركي  يدعمه كثيرا بيانات الاقتصاد الكلي الامريكي والسياسة النقدية المستقرة بأمريكا وهذا ما يقود دوما المستثمرين والمتداولين له عند التحليل باستخدام ما يعرف  ب  data-driven decision  making، اما التصريحات السياسية ومطالب الصين وروسيا بانشاء عملة حرة تكون احتياطي صرف تبقى غير مؤثرة حتى على قرارات المستثمرين فما بالك سياسات الدول.

 من خلال كل ما ذكرت اعلاه، الدولار الامريكي في الحقيقة هو نتيجة لتفوق الاقتصاد الامريكي  واصبح ايضا  داعم اكبر لهذا التفوق، اغلب دول العالم تراه الانسب لها  كاحتياطي صرف، المستثمرين  وحتى الحكومات تفضل دوما سندات الخزينة الامريكية، الاقتصاد الامريكي هيمنته الحقيقية في التقدم التكنولوجي وهذا ما يجب على الصين ودول اخرى تريد المنافسة تحقيقه لكي تصبح عملتها هي المهيمنة في المستقبل، للعلم انا شخصيا افضل عالم به حرية اقتصادية اكبر دون حروب اقتصادية  لان ذلك يخدم اكثر البشرية في الوصول لافضل السلع والخدمات مستقبلا لكن للاسف اغلب دول العالم لا تفكر هكذا وستبقى الصراعات للابد والاختلاف في طبيعتها فقط.

في النهاية هيمنة عملة اخرى لدولة اخرى ليس بالبساطة التي يعتقد البعض، ايضا عملات الدول ما هي الا نتيجة لاقتصاديات تلك الدول والسر دوما في التفوق العلمي والتكنولوجي، لذلك من يريد التقدم مستقبلا او الهيمنة عليه بالعلم والعمل في صمت وبذكاء.

جلال بوسمينة .