Topic: هل حقا توجد حرية التعبير ؟ (Read 189 times)

نعم هناك حرية التعبير الى ان تصتدم بالقانون حيث يمكنك الإدلاء بآرائك و أفكارك لكن هناك دائما حدود يعاقب عليها القانون حتى فالبلدان و المجتمعات المتطورة .  هناك اساسات التي تبني  المجتمع و هي الدستور و الدين و العادات التي  يجب دائما النظر إليها و إحترامها  قبل حرية التعبير .

الموقف من حماس فيه اختلافات و حوله الكثير من الجدل خصوصا ان هناك دوما خلطا بين حماس كحركة مقاومة ضد احتلال غاشم و بين حماس كحركة سياسية تستمد مشروعيتها من خلفية دينية. يعني تباين الأراء ممكن أن يكون له ما يفسره حتى بدون سياسات التعتيم الاعلامي التي تنتجها القوى باستخدام وسائل الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك مثال اخر معبر للغاية عن أكذوبة "حرية التعبير". انها المحرقة اليهودية. هل فيكم من يعلم ان هناك دولا تقود قطار الديمقراطية بها قوانين تمنع من التشكيك في المحرقة اليهودية كما جاءت حسب سردية اليهود أنفسهم و التي تقول ان هتلر قام باحراقهم أحياء. في تلك الدول ليس للمواطنين او الصحفيين نشر اخبار او أراء تشكك بتاريخية تلك المحرقة او حتى تدعو الى مراجعتها. و التهمة مضكة جدا. انها "معاداة السامية" و كأن الشعوب السامية هي أشرف شعوب الأرض و لا يجب المساس بهم. ان هذا من اكثر مظاهر الخداع التي ينتهجها الغرب و التي نجح في دمغجة الشعوب على اعتبار ان هذا حقيقي متناسيين المبدأ العام و الذي هي حرية التعبير النابع من حرية التفكير.

للتوضيح بشأن رواية المحرقة اليهودية.
أولا فان الرواية تقول ان النازيين كانوا يحرقون الجثث بعد ان يتم اعدامها في غرف الغاز. يعني كانوا يقتلونهم اولا بالخنق او بأي وسيلة اخرى لان كل الوسائل كانت مستخدمة ثم يقومون باحراقها.
ثانيا هو ان مؤرخين كثيرين أكدوا من خلال اثباتات تاريخية أن هذه المجازر لم تحصل بالفعل و ان اضطهاد اليهود كان يحصل في كامل اوربا و انه في المانيا لم يتجاوز بالعموم حشدهم في معتقلات و عزلهم عن المجتمع.
يعني الرواية المتداولة هي من انشاء الصهاينة ليجعلوا من اليهود ضحية اضطهاد عرقي و هو ما شجع اصلا على سياسات التسفير الى فلسطين في ذلك الوقت.

ما هي الفائدة من حرية التعبير؟ الفرق بين الدول التي تتيح لمواطنيها التعبير عن مشارعهم تتيح لهم ذلك بدون تنفيد متطلباتهم في نهايةا المطاف, الدول الدكتاتورية لاتسمح لك بالتعبير اصلا, لذلك فالنتيجة النهائية هي نفسها.

وفي الكثير من القضاية تصبح حرية التعبير شي غير مكفول حتى في الدول "الديموقراطية" فمثلا اليوم لايمكن لاي شخص في دول الغرب ان يمدح حماس, لذلك حتى الدول العربية تقوم بوضع حدود للحرية وماهي الاراء التي يسمح لك بالتعبير عنها, لذلك كل هده الامور زائفة لاتغني ولا تسمن.

الديمقراطية في مفهومها النظري جيدة جدا و هي من أرقى نتاجات الفكر البشري اذا تم استخدامها بالشكل الصحيح. ليس هناك ماهو أفضل من الديمقراطية للتعايش و لكن كغيرها من المفاهيم الاجتماعية تختلف التعريفات حولها و هناك اختلافات حول ذلك المفهوم بما أن هناك من أصبح يختزله في "رأي الأغلبية" و الذي ليس بالضرورة ان يكون صحيحا حتى لو كان ديمقراطيا. في المجتمعات المعاصرة هناك فرضية من اثنين بالنسبة لحرية التعبير بالذات كأحد أهم مظاهر الديمقراطية التي تفترض قبول الاختلافات: اما ان حرية التعبير يتم استخدامها بشكل موجه لخدمة أهداف فئوية و بالتالي لا يصبح لكل صوت الحق في حرية التعبير بل ان اصواتا تصعد باسم الحرية لتمنع اخرين من نفس الحق. أو الاحتمال الثاني الذي اجده منطقيا و هو رأي سقراط الذي ظل يؤكد انه في حال وجود أمم لا تستحق الديمقراطية فان استخدامها سيكون أسوأ ما يكون و تدميريا أيضا لأنه حسب سقراط ان الديمقراطية ليست نظاما يصلح لكل مجتمع.

أنا دائما أحب أخذ زاوية نظر عميقة للأشياء و أحب التحليلات الفلسفية لأنه فعليا ليس هناك ما يفسر العديد من الممارسات.

حرية التعبير او بالاصح القدرة على التعبير عن ذاتك و ما يتخلد في فكرك هو اصل من الأصول و ليس حق كما يروج له البعض.
التعبير عما يلج في خاطرك لا يمكن باي حال من الأحوال ان يكون مجرد حق تحارب من أجل أن تكتسبه.
في حال حاربت من أجله فقد فقد قيمته، فاي شيئ تكتسبه او تربحه بالحروب هو غنيمة و ليس حقا.
الكلمة الحرة تخرج من قلب المعتقل و تصل إلى القلوب اما الكلمة التي تأتي بعد الانتصار في معركة او حرب فهي مجرد بيان.
ما أردت قوله انه لا يوجد حرية تعبير.. او على الاقل لا اعترف بمثل هذا المصطلح. أما ان تعبر او لا.