على كل حال يبدو من هذا الاقتباس نقطتين في غاية الأهمية وهما:
"ما يقوم به الكونجرس الأمريكي من خطوات ضد الجنائية الدولية"
و كذلك "ضد الدول التي ستساند القرار"
واضح أن الولايات المتحدة سوف تعمل اتجاهين أولا ستقوم بالضغط على المحكمة عن طريق الضغط على الدول التي يتبعها لها القضاة الذين اتخذوا القرار إما لتأجيل القرار أو الحكم لصالح قرار الاستئناف الإسرائيلي الذي يرفض صحة هذه الادعاءات وبالتالي تبرئة المجرمين.
الاتجاه الثاني كما هو واضح من الاقتباس ستقوم الولايات المتحدة بالضغط على الدول التي ساندت القرار لتغيير موقفها من خلال التهديد بالعقوبات الاقتصادية أو حجب المساعدات الاقتصادية والعسكرية إذا كانت تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة أو ربما إدراجها على لائحة الدول الداعمة للإرهاب أو ما شابه.
بعد كل ما تقدم أتوقع أن يتم الحكم لصالح الطعن في القرار أو على الأقل المماطلة في القرار إلى مالا نهاية.
لا أحد يستطيع توقع نتائج اي ضغوط يمكن ان تمارسها اي جهة على محكمة الجنايات خصوصا الضغوط الأمريكية التي يكون لها حتما تأثير بشكل أو باخر. المشكلة ان هذه المحكمة لديها استقلالية القرار و يمكن اعتبار قراراتها جميعا صادرة بطريقة لامركزية الى حد ما لأن الاحكام لا يصدرها قاضي واحد و تحت مراقبة الدول الأعضاء و مراقبين دوليين.
بالنسبة للتأثير على الدول المساندة لحكم المحكمة فانني لا اتوقع ان يحصل هذا لان جميع الدول الأعضاء في محكمة الجنايات الدولية مطالبون بتنفيذ جميع الأحكام و الا لن يكون هناك اي جدوى من احداثها أصلا. يعني حتى لو اعترضت كل الدول فان هذا لا يمكن ان يلغي حكما قاضيا نافذا. من جهة أخرى فان هناك اطوار أخرى للتقاضي يمكن تفعيلها مثل استئناف الحكم الصادر او الطعن فيه بطرق قانونية حسب ما تنص عليه اجراءات التقاضي المعمول بها في كل محاكم العالم تقريبا. يبدو ان الولايات المتحدة تلوح بتهديدات بحكم ضغط اللوبيات الصهيونية و لازالت تدرس خطواتها القادمة خصوصا مع تغيير الادارة في جانفي المقبل، لا احد يعرف ماذا سيكون موقف ترامب.