هذا جزء من مشروع رهاب إيران (إيرانوفوبيا)، فقط لأن إيران هي الدولة الوحيدة التي تحارب العدو الصهيوني
بينما الجميع منشغلون بالخوف من "مشروع الاستيطان الإيراني الوهمي"، العدو الصهيوني يتوسع
لا أعتقد أن هناك من لا يصدق كلامك بأن "اسرائيل الكبرى" هو مشروع استيطاني بقيادة الحركة الصهيونية العالمية و ان هذا المشروع يسعى للتمدد على حساب دول المنطقة حتى لو كلفه ذلك ابادة جميع من فيها. كل الحقائق تؤكد ذلك و التاريخ يثبت المطامح التوسعية للصهاينة الذين يمضون قدما في مشروعهم و يحققون نتائج جيدة. هذه حقيقة يجب ان نواجهها نحن كشعوب المنطقة ضحايا المخططات الاستعمارية منذ قرون.
لكن هذا لا يمنعنا من ملاحظة مشاريع أخرى توسعية في نفس المنطقة و لا تقل خطورة عن المشروع الصهيوني.
لدينا المشروع التركي الذي يسعى لاعادة احياء امجاد العثمانيين و اقامة خلافة جديدة كما كانت سابقا تمتد من المغرب غربا الى حدود افغانستان شرقا، و الذي يدعم الاسلام السياسي في دول المنطقة و يغذي النزعات الأصولية تحديدا. هذا المشروع يعمل حاليا بالتوافق مع المشروع الصهيوني و يتجنب الدخول معه في حالة صدام بحكم ولاءاته للغرب (عضو في الناتو و يطمح للانضمام لتكتل الاتحاد الأوربي).
و لدينا المشروع الايراني لاحياء أمجاد دولة فارس التي تمتد على الجزء الأكبر من مساحة الشرق الأوسط في ما يعرف بمنطقة (الهلال الفارسي) التي فيها حاليا تقوم دولة اسرائيل كمنافس بارز لايران صاحبة المشروع بعد ان ضمنت ان لها اذرع عسكرية و سياسية في كل دول المنطقة تحت ذريعة "المقاومة".
أنا لا ألوم ايران و لا تركيا و لا الصهاينة لأن دول المنطقة خانعون و مطبعون و من الطبيعي ان تأتي قوة لتحتلهم. أؤكد لك انه لو لم يكن هؤولاء الثلاثة موجودين لكانت أتت قوة أخرى لتحتل المنطقة. ايران لا تقل خطورة عن اسرائيل في مشروعها الاستعماري و شعوب المنطقة يعرفون ذلك و لكن يتم التعامل معها بايجابية من الشعوب لانها تدعي انها الرمز الوحيد للمقاومة.
تخيل ان تزول اسرائيل غدا و تتحرر فلسطين. هل تصدق ان ايران ستتوقف عن دعم حزب الله و الحوثيين و الحشد الشعبي العراقي و نظام الاسد في سوريا؟ هل تعتقد انها ستواصل دعم حماس؟
ما يحصل في المنطقة هو صراع بين قوى تريد التوسع على حساب المنطقة مهما كلف الأمر. و كل قوة ترفع شعارا لتبرير افعالها لنجد ايران تقول انها تقاوم الصهاينة فتدعم حزب الله و حماس على حدود فلسطين، و تركيا تقول انها تقاوم الارهاب على حدودها فتدعم فصائل معارضة شرق و شمال سوريا لاسقاط النظام، و اسرائيل تقول ان الجميع ارهابيون و انها تقاوم الارهاب كما يفعل الغرب. جميعهم مخادعون و أوجه لعملة واحدة. من أراد أن يصدق ذلك فيمكنه التأكد، و من أراد مواصلة حالة الانكار فيؤسفني اعلامه انه متحيز جدا في موقفه و ان انتماءه لقوة ضد قوة أخرى جعله لا يرى الحقيقة كاملة.
طبعا الضحية رقم واحد و الخاسر الأكبر هم شعوب المنطقة العربية الذين يعانون من عمالة حكامهم الذين جعلوا دولهم ساحة صراع بين قوى نريد افتراسها.