انه صراع نفوذ و مصالح بين قوى استعمارية كانت قد خططت للابقاء على سيطرتها على المنطقة منذ سقوط الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الثانية و كانت اتفاقية سايكس بيكو الدليل على ان الحل الذي اعتمدته تلك القوى هو بتقسيم المنطقة الى دول وفقا للحدود التي تخدم مصالحها بأن تبقي المنطقة في حالة صراع دائم سواء على الحدود او على الموارد مع ضمان تغذية النزعات العرقية و الطائفية بين الثقافات المختلفة المتعايشة منذ قرون في المنطقة.
أنا لا أتفق أبدا مع الرأي الذي يقول ان الصراع هو بين مسلمين و مسيح لأسباب بسيطة من أهمها أن الحركة الصهيونية التي تقود مخطط التوسع لا تضم فقط يهود او مسيحيين بل بها اعضاء من ديانات مختلفة و حتى لادينيون، و ايضا لان ضحايا هذه الحروب هم من المسيح و اليهود أيضا. الفلسطينيون ليسوا فقط مسلمين بل ان نسبة كبيرة منهم مسيحيون و يهود بالاضافة للأقليات العرقية الأخرى، و الأمر نفسه في بقية بلدان المنطقة. لا علاقة لهذه الحروب بالأديان، انما يريدوننا ان نعتقد ذلك لكي يبقى الصراع مذهبيا عقائديا و ليس اقتصاديا استراتيجيا. هو تقريبا نفس ما حصل خلال الحرب الباردة بحيث تم تحريض الناس ضد الشيوعيين على اعتبار انهم كافرون و ملحدون في حين ان الصراع الحقيقي كان حول النفوذ في العالم. الولايات المتحدة ساعدت في تكوين و تأسيس منظمة طالبان في افغانستان التي هي جماعة دينية بالأساس لمحاربة المد الشيوعي للاتحاد السوفياتي الذي كان في نسبة كبيرة منه مسيحيا حتى بالرغم من محاولة الحزب الشيوعي القضاء على الممارسات الدينية و اعتبارها تخلفا. هذا مثال يؤكد ان لا علاقة لهذه الصراعات بالأديان و أن كل الأديان جميلة اذا لم يتم توظيفها ايديولوجيا.