بالرغم من موقفي الداعم للمقاومة و الرافض لكل ممارسات الصهيونية، فانني لا أستطيع تقبل نظافة يد ايران. يعني لا يمكن تخيل ان ايران تدافع عن الحق و تريد الخير لسكان المنطقة. هناك مشروع توسعي ايراني على حساب دول المنطقة لذلك نجدها تدعم أي جماعة شيعية و تزودها ايضا بالسلاح و الأموال. حزب الله في لبنان او قوات الحشد الشعبي في العراق او جماعة الحوثي في اليمن، جميعها فصائل مسلحة تأتمر بأمر ايران و تمثل ذراعها الممتدة على كامل المنطقة. المشكلة تعقدت أكثر لأن تلك الميليشيات المسلحة تطورت الى أحزاب و تحولت مشاريعها من المقاومة فقط الى الفوز بالسلطة في بلدانهم و اصبحوا عنصرا اساسيا في المشهد السياسي و مسؤولون جزئيا عن الخراب الداخلي في بلدانهم.
أنا أرى أن لايران الحق أن تطمح للتمدد على حساب جيرانها كأي قوة استعمارية أخرى و ان توجه سياساتها لحماية مصالحها، لكن أرفض بالمطلق المنطق الذي يريد ان يصورها كملاك.
حاليا، ايران هي القوة الوحيدة في المنطقة التي تعادي اسرائيل علنا و العرب عليهم ان يتحدوا معها في مقاومة المشروع الصهيوني. لكن هذا لا يجب ان ينسينا في المشروع الايراني لبسط نفوذ ايران على المنطقة.
أوافقك الرأي بالمجمل واختلف معك في بعض التفاصيل الصغيرة
لكن بالمجمل نعم إيران ليست نظيفة اليد ولديها مشاريعها القوية في المنطقة وربما لديها أحلامها الكبيرة باستعادة امبراطورية الفرس القديمة التي كانت تسيطر على نصف العالم لكن للأسف العرب هم من أفسحوا لها المجال.
تخلي العرب عن القضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان ترك الفرصة لإيران لتكون اللاعب الأقوى في المنطقة من خلال عدائها العلني لإسرائيل، ماذا تفعل لو كنت مكان المقاومة اللبنانية والفلسطينية أمام عدو متوحش لايرحم ولا أحد يمد لك يد العون من أشقائك؟ بالتأكيد سوف تقبل أي يد تمتد لمساعدتك؟
للاسف العرب على العكس بدل أن يتعاونوا مع إيران لإيقاف المشروع الصهيوني يتسابقون للتطبيع مع إسرائيل وتخلوا عن دعم فلسطين اللهم إلا بالكلام وبعض النقود التي يرسلونها لحفظ ماء الوجه فقط، للأسف العرب يتعبرون إيران هي العدو الأول لهم وليس إسرائيل.
يذكرون حلم إيران بإقامة الامبراطورية الفارسية لكن ينسون حلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى " من الفرات إلى النيل" .
يجب الانتباه جيدا الى جميع هذه المفارقات. هناك من يتصور حقا ان ايران تدعم الخير في المنطقة فقط لانها تعادي اسرائيل. ان في نقاش مع احد الاعضاء في القسم الانجليزي و الذي يبدو انه اما ايراني او من المعجبين بايران (اغلب الظن انه ايراني لانه يكتب بالفارسية و يجيد العربية) الذي يريد اقناعي بان ايران حمامة سلام و انها تدعم المقاومة في كل مكان بصرف النظر عن العقائد و الأعراق. طبعا هذا كلام مردود عليه لأني أنا أحترم موقف ايران المؤيد للمقاومة الفلسطينية بالرغم من انني اعرف انها تدعمها فقط لانها تعادي اسرائيل بمنطق عدو عدوي هو صديقي، لكني لا افهم لماذا تدعم ميليشيا حماس و لا تدعم فصائل أخرى مقاومة كالجبهة الشعبية او منظمة التحرير. ايضا هي تدعم حزب الله لمواجهة اسرائيل و لكن هذا يصبح خطرا حين تدعم حزب الله في توجيه اسلحته ضد اللبنانيين و فرض سلطة باستخدام العنف. لا ننسى ان حزب الله متورط في مقتل رئيس وزراء لبنان السابق الحريري و تعطل كل المبادرات لانشاء حكومة توافقية و تمنع لبنان حتى من ان يكون لها رئيس دولة.
كذلك ايران تدعم النظام السوري بالرغم ان الجميع يعرف انه نظام لاوطني يقتل السوريين و تسبب في تشريد الملايين. و اي شخص يحاول ان يحتج او يعترض سيقولون له انت ضد المقاومة و يتم تخوينه بسهولة.
تقريبا باستثناء حركة حماس السنية، فان ايران تدعم كل الجماعات الشيعية في المنطقة و الذين هم متركزون اساسا في العراق و لبنان و سوريا و اليمن. ألهذه الدرجة تريد ايران ان تلعب دور حمامة السلام؟ هل هناك حقا من يصدق هذا؟ اذا كان كذلك فالأكيد ان هناك من يصدق دعم امريكا لاسرائيل تحت نفس مظلة الذرائع.
صحيح هناك حركة مقاومة ضد مشروع الصهاينة في المنطقة و ايران تدعم المقاومة، لكن مقابل ماذا؟ يجب ايجاد منطقية بعيدا عن كل الشعارات الجوفاء باسم الديمقراطية و الحرية. ايران لديها مشروع توسعي و تريد الحفاظ على وكلائها و مصالحها، و هذا حق مشروع لها كأي دولة استعمارية على غرار امريكا و بريطانيا و فرنسا. عدى عن هذا فانه لا يبدو انه يوجد اسباب اخرى منطقية.